بين مأموريتين….
تانيد ميديا : كتب المتميز “إكس ولد إكس إكرك”…
إذا استنكح هاجس الأمن عقل الحاكم فإنه سيقيده…..
فيظل يراعي هواجس الجنرالات المتغولين و لن يغنوا من الله عنه شيئا….
و إذا حكم الحاكم بعقلية إبن المشايخ، مراعيا الزعامات و المشيخات التقليدية في التعيين و التوظيف و تدوير المفسدين فسيرجع بالبلد عصورا إلى الوراء و سينتاب المواطنين ذلك الشعور الموجع للقلب و هو الشعور بالغبن و التهميش…
و إذا أخلد الحاكم إلى الدعة و تجنب موجبات الصداع و تهيب الخوض في الهموم…و انتهج سياسة النعامة فلن يتقدم الوطن ذراعا و لا باعا …
فالحكم تكليف لا يفضي إلى الدعة و لا إلى الراحة بل هو من الأمانة التي عرضت على “”السماوات و الأرض و الجبال و أبين أن يحملنها. و أشفقن منها”””
لقد إنقضت مأمورية الدعة و الراحة بأعوامعا الأربع: حملا و فصاما و رضاعا و فطاما…. و بلغت مواليدها السعي.
سمعنا الكثير من الجعجعة و لم نر طحنا….
سنوات أربع مرت من هيبة الدولة و الوعود الحلب و تدوير المفسدين، و تكميم الأفواه..
الحاكم لاينتقد و لا يسأل عما يفعل فمنطقه هو :
فإن الماء ماء أبي و جدي# و بئري ذو حفرت و ذو طويت.
و نحن نستشرف المامورية الثانية فإن امام الحاكم فرصة ذهبية ليسمع كلام الخيام:
أفق خفيف الظل هذا السحر# نادى من الغيب غفاة البشر..
هبوا أملؤوا كأس المنى قبل أن # تملأ كأس العمر كف القدر.
فما أطال النوم عمرا و لا # قصر في الأعمار طول السهر..
تسعة جنرالات بينهم فريقان سيتقاعدون هذا العام 2023 و لم تتم ترقية اي ضابط لجديد لرتبة جنرال و هذه فرصة ذهبية للسير بالبلاد نحو تعزيز الحكم المدنيو إبعاد العسكر و ترسيخ القيم الديمقراطية و التبادل السلمي و ما يتبع ذلك من حسن الحكامة…و الحكم الرشيد و الخروج من الحلقة المفرغة التي أدخلنا فيها منذ أزيد من أربعين عاما…استولوا فيها على مقدرات الشعب فظلت موارد الدولة دولة بينهم فاشتروا الإبل و القطع الأرضية و تبطنوا الكواعب و بنوا القصور في الداخل و و اشتروها في الخارج و و درسوا أبناءهم في الخارج و تعالجوا و عالجوا ذويهم في الخارج… على حساب المحرومين و المغلوبين على امرهم …
فهلا رحلوا بعدما بشموا و نفدت العناقيد!؟
فرصة ذهبية امام الحاكم في مأموريته الثانية التي لا مامورية له بعدها لكي يتدارك ما أفسدته الأولى من تهاون و تدوير للمفسدين و تعهدات لم تر النور…
و ليعلم ان التاريخ لا يرحم و لا يغرنه ثناء قلم يبول النفاق و يتقيأ التملق…..
و لا ثناء ذمة مشتراة تحترف الزيف و تمتطي المحاباة….
فزيادين (النخبة)أدهى و أمر من زيادين العامة.
مشكلة الحكام لدينا انهم لا يستفيدون من التاريخ. خاصة التاريخ القريب المعيش في “”جوقة العميان””..
ما تزال تلحن ذات (اتهيدين) الممجوجة من عهد المختار ولد داداه، مرورا بهيدالة و معاوية و أعل و عزيز وصولا إلى غزواني لا ذمة تنهى و لا زاجر…
أتهيدين ممجوجة بذات الطعم الآسن و إن تغيرت الأكواب..
و لا يزال الحاكم عندنا يغتر بتلك النداءات الخفية الخادعة التي يرسلها كرسي الحكم للجالس عليهبأنه الوحيد المخول للحكم و بأنه منة من الله ارسلها لهذا الشعب المسكين لإنقاذه و أنه المخلص و القائد الملهم..
حتى إذا تردى إلى قاع مزبلة التاريخ أدرك كم كان مخدوعا و واهما و قال يا ليتني قدمت لحياتي….
” كامل الوهم”